طفلك حديث الولادة… بداية الحياة بين الحب والعناية
كل لحظة مع المولود الجديد هي دهشة صغيرة تختصر معجزة الحياة. لكن… ما الذي يجعل الطفل طبيعياً وسليماً؟ وكيف يمكن للأم أن تضمن له بداية صحية وآمنة منذ اللحظة الأولى؟ ومتى يجيب على الأم زيارة عيادات الأطفال؟
في هذا الدليل المبسط، نجيب عن أهم الأسئلة التي تدور في ذهن كل أم جديدة.
ما هو المولود الطبيعي؟
المولود الطبيعي هو الذي يتمتع بحملٍ كامل مدته بين 37 و42 أسبوعاً (بمعدل 40 أسبوعاً عادة)، ويزن ما بين 2.5 و3.5 كجم، وطوله 45 إلى 55 سم، ومحيط رأسه نحو 35 سم.
يُظهر هذا الطفل حديث الولادة علامات الحيوية: الرضاعة الطبيعية، الإخراج المنتظم، والبكاء القوي، ولا يعاني من تشوهات خلقية أو مشاكل صحية.
من يجب أن يشرف على الولادة؟
يجب أن تتم الولادة تحت إشراف طبيبة نساء وولادة لضمان سلامة الأم والطفل.
أما إذا لم يبكِ المولود مباشرة بعد الولادة، فيجب فحصه فوراً من قِبل طبيب أطفال مختص.
ما أهم الإجراءات التي تُتخذ فور ولادة الطفل؟
العين: تُوضع فيها قطرة طبية لحمايتها من العدوى.
السرة: تُنظَّف بالسبرتو الأبيض، ويُكرر ذلك 4 مرات يومياً للحفاظ على نظافتها.
الرضاعة: يُفضَّل أن يُوضع الطفل على صدر أمه مباشرة بعد الولادة، فذلك يساعد على نزول الحليب مبكراً ويعزز الترابط بينهما.
من أهم فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل أنها توفر له غذاءً متكاملاً ومتوازناً في الأشهر الأولى من حياته.
كما تتجلى فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل في قدرتها على تعزيز نمو الدماغ وتطوير القدرات الذهنية.
ما الفحوصات الأولى التي يخضع لها المولود؟
في عيادة الأطفال نؤمن أن البداية السليمة هي سرّ النمو السليم.
لذلك نهتم بكل تفصيل في الفحوص الأولى التي يخضع لها المولود قبل مغادرة المستشفى، وتشمل:
فحص الرأس: يُقاس محيطه (33–37 سم)، وتُفحص مفاصل الجمجمة واليافوخ للتأكد من النمو الطبيعي للدماغ.
فحص العين: يُفحص وجود نزيف، حجم الحدقتين واستجابتهما للضوء، وعدم وجود المياه الزرقاء.
فحص الأذن: يُراقب تجاوب الطفل مع الأصوات والمنبهات.
القلب والجهاز التنفسي: لون الجلد يجب أن يكون وردياُ، والتنفس بمعدل 40–60 مرة في الدقيقة، ونبض القلب بين 120–160 في الدقيقة. أي صفير أو زرقة غير طبيعية تستدعي الفحص الفوري.
فحص البطن والسرّة: يتحسس الطبيب الأعضاء الداخلية ويتأكد من سلامة السرة وخلوها من الالتهابات.
العمود الفقري والأعصاب: يتم فحص الظهر والتأكد من عدم وجود تشوهات، ومراقبة حركة الأطراف واستجابة الطفل للمؤثرات.
الجلد والمفاصل: يُلاحظ لونه ومرونته، وأي اصفرار قد يشير إلى اليرقان (الصفيرة).
فحص الأعضاء التناسلية: عند الذكور يتم التأكد من وجود الخصيتين، وعند الإناث من سلامة الأعضاء وعدم وجود التهاب.
لماذا هذه الفحوص مهمة ؟
لأنها تكشف مبكراً أي مشاكل خفية مثل أمراض القلب، أو تشوهات الورك، أو مشاكل النمو. التدخل المبكر هو مفتاح الوقاية والعلاج.
ما الملاحظات الطبيعية التي قد تثير قلق الأمهات دون داعٍ؟
حول العينين المؤقت: طبيعي ويزول مع تقوية عضلات العين.
طول الأظافر: يمكن قصها بلطف منذ الأيام الأولى.
سقوط السرة: يحدث عادة خلال الأسبوع الثاني.
تورم الأعضاء التناسلية: طبيعي ويختفي تدريجياً.
تقشر الجلد: ظاهرة مؤقتة وطبيعية.
التصاق الساقين أو انحناؤهما: نتيجة وضعية الجنين داخل الرحم وتتحسن تلقائياً.
متى تبدأ متابعة الطفل الصحية المنتظمة؟
يُنصح بإحضار الطفل إلى مركز رعاية الطفولة خلال أول شهرين بعد الولادة، ثم:
5 زيارات في السنة الأولى،
5 زيارات في السنة الثانية،
3 زيارات سنوياً حتى عمر خمس سنوات.
في كل زيارة:
تُقاس الوزن والطول ومحيط الرأس ويُقارن بمنحنى النمو الطبيعي.
يُجرى فحص عام للطفل وتسجيل نتائجه.
تُحدَّد مواعيد التطعيمات وتُقدَّم إرشادات حول الرضاعة الطبيعية والتغذية السليمة.
تُنظَّم زيارات منزلية للحالات التي تحتاج متابعة خاصة.
هل يؤثر وزن الطفل عند الولادة على ذكائه؟
نعم، تشير دراسات حديثة إلى أن الأطفال ذوي الوزن الأعلى عند الولادة يتمتعون بقدرات ذهنية أعلى في مراحل طفولتهم اللاحقة.
ويُرجَّح أن السبب يعود إلى التغذية الجيدة داخل رحم الأم، التي تعزز نمو الدماغ خلال فترة الحمل.
في دراسة شملت أكثر من 3400 طفل، وُجد أن الفرق في نسبة الذكاء بين طفل وُلد بوزن 2.5 كجم وآخر وُلد بوزن 4 كجم بلغ حوالي 10 نقاط.
وبالرغم من أن هذا الفارق يبدو بسيطاً على مستوى الفرد، إلا أنه ذو أثر كبير على مستوى المجتمع ككل.
كما بيّنت دراسات دنماركية لاحقة أن زيادة وزن الطفل حتى 4.2 كجم ترتبط بارتفاع طفيف في معدل الذكاء.
في مركز الحياة الطبي نؤمن أن البداية الصحية تصنع الفرق في مستقبل الطفل. لذا ندعو الأمهات إلى زيارة عيادة الأطفال لإجراء الفحوص الدورية والمتابعة المستمرة، لأن كل زيارة هي خطوة نحو طفولة آمنة ونمو سليم، مع أفضل عيادة أطفال تهتم بصحة صغيرك منذ لحظاته الأولى.